920009882   harakia@harakia.org.sa
السبت - الأربعاء : 6م حتى 10:30م
دمج «ذوي الإعاقة» في التعليم كسر جمود العزلة!

القرار يتطلب تهيئة المدارس لتلبية احتياجاتهم وتدريب الطاقم التعليمي يحظى ذوو الإعاقة بجميع فئاتهم (الصم، المكفوفين، الإعاقة الذهنية، والتوحديين) بتعليم خاص في برامج ملحقة بمدارس التعليم العام مع أقرانهم الطلاب العاديين غير المعوقين، استجابة للدراسات الحديثة، والتوجهات العالمية التي انتقدت ما كان معمولاً به سابقاً من تعليم ذوي الإعاقة في مراكز ومعاهد داخلية خاصة، وكذلك مدارس نهارية، وفصول خاصة لكل فئة من فئات الإعاقة بنظام اليوم الكامل أو الجزئي، التي أثبت فشل التعليم المنعزل تربوياً وأكاديمياً، وأيضا اجتماعياً ونفسياً. ومواكبة لهذا الدمج التربوي الأكاديمي الناجح أصدرت وزارة التعليم مؤخرا آلية عمل حديثة وشروط تتعلق بقبول طلاب وطالبات ذوي الإعاقة الجسمية والصحية ممن يواجهون صعوبات في القيام بوظائفهم الجسمية بشكل طبيعي، وتستدعي حالاتهم استخدام معينات تربوية، وأجهزة تعويضية، أو تعديل البيئة المكانية، أو توفير الرعاية الصحية الدائمة، كما شملت الآلية من لديهم عجز في قدراتهم اللفظية، والتواصلية بسبب الإعاقة الجسمية والصحية. مراعاة الحالة الصحية ونصت ضوابط قبول ذوي الإعاقة الجسمية والصحية بعد إجراء الفحص الطبي والنفسي، على إجراء التقويم التربوي من قبل لجنة خاصة تتولى تحديد الاحتياجات التربوية المناسبة لهم على أن يتم قبول الطلاب والطالبات في المدرسة القريبة جغرافيا من منزلهم، ويفضل اختيار ذات المباني الحكومية المناسبة لاستقبالهم، إلى جانب قبولهم في مدارس التعليم الأهلي أسوة بغيرهم من الطلبة، ولا تعد الإعاقة حائلاً دون قبولهم، كما يدرس ذوو الإعاقة الجسمية والصحية المناهج المقررة نفسها في التعليم العام في جميع المراحل الدراسية، مع مراعاة الحالة الصحية لهم عند التقويم، وأداء الاختبارات، ويطبق عليهم ما ورد في القاعدة الثانية عشرة من المذكرة التفسيرية والقواعد التنفيذية للائحة تقويم الطالب 1436ه. تهيئة البيئة التعليمية فيما قيدت البيئة المكانية لتعليمهم بعدة شروط من أولياتها لا يزيد إجمالي عدد طلاب أو طالبات الفصل الواحد في التعليم العام الذي يدرس فيه ذوو الإعاقة الجسمية والصحية على 25 طالبا وطالبة، وتكون الفصول الدراسية، والمختبرات والمعامل في الدور الأرضي مع تجهيزها بالمستلزمات التعليمية المناسبة لفئة ذوي الإعاقة الجسمية والصحية، كما تكون الفصول قريبة من مخارج الطوارئ وذات إضاءة وتهوية جيدة، وكذلك تجهيز دورات مياه في الدور الأرضي وفق احتياجاتهم، ووضع برادة مياه منخفضة الارتفاع، ومنحدرات، ومقابض في كافة بوابات المدرسة، والمرافق الخدمية الأخرى لتسهيل الدخول وتنقل الطلبة، إلى جانب أن تكون صالة الألعاب في الدور الأرضي وتصمم وفقا للقياسات العالمية المناسبة لهذه الفئة، ووضع سياج معدني لمساعدة ذوي الإعاقة الجسمية والصحية للوصول إلى المقصف المدرسي، كما يلزم أن تكون التسهيلات والتعديلات التي يتم إحداثها في البيئة المدرسية، والمباني المستأجرة والمدارس الأهلية مطابقة للدليل الإرشادي للوصول الشامل في البيئة العمرانية. نقل أمن كما اشتملت الآلية على شروط تتعلق بالنقل المدرسي الخاص بهم، منها تأمين وسائل نقل آمنة، ومناسبة لاحتياجاتهم الحركية، إلى جانب تأمين مرافق أو مرافقة في كل حافلة لتقديم الخدمات الضرورية في أثناء النقل، وتدريب السائقين والمرافقين أو المرافقات على كيفية التعامل مع هذه الفئة وفق خصائصها واحتياجاتهم، وعلى كيفية استخدام المعدات الخاصة بنقل ذوي الإعاقة الجسمية والصحية، بالإضافة إلى تخصيص حقيبة إسعافية داخل كل حافلة. عيادة طبية في المدرسة ولم تغفل الآلية عن توفير عامل أو عاملة من بند التشغيل والصيانة لكل مدرسة يلتحق بها حالة أو أكثر من ذوي الإعاقة الجسمية والصحية، مع عدم اعتبار توافر المرافق، أو المرافقة شرطا لقبول الحالة، كما يمكن لولي الأمر توفير مرافق أو مرافقة عند الرغبة في ذلك، إلى جانب التنسيق مع الوحدات الصحية المدرسية لإنشاء عيادة طبية في كل مدرسة، وتخصيص ممرض أو ممرضة لمتابعة الحالات المحتاجة للرعاية الدائمة أو المؤقتة، وتجهيز مكان مخصص للقسطرة، مشددة على أهمية مساعدتهم على تكوين علاقات اجتماعية جيدة مع تسليط الضوء على النماذج الناجحة، وإتاحة الفرصة للمشاركة في الأنشطة لإثبات قدراتهم على النجاح وتعزيز الثقة بالنفس وإعدادهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع. تحديث البرنامج بعد الدراسة وأكد د. عبدالله العقيل - مدير عام إدارة التربية الخاصة بوزارة التعليم - أن فئة الإعاقة الجسمية والصحية شريحة من شرائح المجتمع التي لها مكانتها واحترامها عند الجميع، وتعد الخدمات المقدمة لهذه الفئة من أهم المؤثرات المباشرة على شخصياتهم، وتفاعلهم مع محيطهم، كما يواجهون جملة من التحديات المتمثلة في المشكلات الصحية، والعوائق البيئية والمجتمعية، ما يزيد من معاناتهم النفسية وينعكس سلبا على مستقبلهم، ما دعا إلى حرص وزارة التعليم على دمج هذه الفئة في مدارس التعليم العام، والعمل على إيجاد الأجواء المناسبة لهم للوصول بهم إلى أقصى ما يمكن؛ ليكونوا أعضاء منتجين، ومشاركين في بناء بلادهم وأمتهم. وأضاف إنّ الوزارة أصدرت عام 1433ه مشروعاً خاصاً بذوي الإعاقة الجسمية والصحية يتضمن آليات تقديم الخدمة لهم في مدارس التعليم العام، وبناء على ملاحظات الميدان التربوي تم تحديث البرنامج، واعتماده من قبل وزير التعليم وتعميمه في 23/12/1436ه، وتوجّ هذا البرنامج بمكرمة خادم الحرمين الشريفين على شمول هذه الفئة بالمكافأة الشهرية لطلاب وطالبات التربية الخاصة، مع مضاعفتها للجميع، حرصا منه حفظه الله على تلمس احتياجات أبنائه ذوي الإعاقة وتحسين أوضاعهم، لافتا إلى أن هذه المكرمة الملكية، والمشروع التعليمي، نقلة نوعية لهذه الفئة الغالية للإسهام في تعزيز دافعية التعلم لديهم، وإكمال البرنامج التعليمي جنبا إلى جنب - من دون عوائق - مع نظرائهم من طلبة التعليم العام، والمضي قدما لمواكبة كل جديد في مجال التعليم، وإكمال مسيرتهم لخدمة وطنهم. قرار ناجح من جهته تحدث معيض الزهراني - منسق الإعاقة الحركية في تعليم الرياض، وصاحب الفكرة الأولى في مشروع مدارس الإعاقة الحركية بالمملكة - قائلا: "هذا المشروع جيد، وهو امتداد لمشروع سابق رفعته إدارة التربية الخاصة في إدارة تعليم الرياض عام 1428 في خدمة المعوقين حركيا، وتم الموافقة عليه من قبل وكيل الوزارة السابق الدكتور محمد المريشد، حيث تضمن المشروع اختيار عدد من المدارس بها عمال وحافلات خاصة لنقل للمعاقين حركيا شديدي الإعاقة، ثم نزل هذا المشروع في نسخة جديدة ولم يظهر بالشكل المأمول، حيث لم تستطيع إدارات التعليم تنفيذ ما جاء فيه من بنود، وتم رفع الملاحظات من إدارات التعليم على مسوغات وبنود القرار، واليوم نحن أمام قرار جديد، وأرى انه مناسب بكل بنوده، وضوابط تطبيقه على المدارس". آلية قبول الطلبة وانتقد الزهراني بعض المدارس الحكومية في عدم صلاحيتها لدمج ذوي الإعاقة الحركية لحاجتها إلى تعديلات في الإنشاء، إلى جانب كثافة إعداد الطلبة في بعض المدارس وتجاوز أعدادهم في الفصل إلى (25) طالباً أو طالبة ما يعيق هذا البند قبول طلبة الإعاقة الحركية، مقترحاً عمل لجان عاجلة من المكاتب التربوية، والإدارات التعليمية لإعداد آلية قبول ذوي الإعاقة الحركية تتضمن ثلاثة مراحل، أولها "مرحلة تشخيص" لواقع الحالات المحولة من المراكز والجمعيات الأهلية والخاصة، ثم "مرحلة التنفيذ" التي تقوم على اختيار، وتحديد المدارس الحكومية في الأحياء، والعمل على تهيئتها بما يتناسب مع الإعاقات الحركية، بعد ذلك تحديد المجمعات التعليمية الكبيرة في المدن الرئيسية لقبول الحالات الشديدة، والحادة التي تحتاج إلى تدخل طبي مباشر أثناء اليوم الدراسي، ويتم عمل غرف، ووحدات خاصة للتدخل العلاجي عند احتياج الحالات، وآخر المراحل "المتابعة والتنسيق" حيث يتم إعادة التقويم لحالات الطلاب التي تحتاج إلى خطط أخرى في القبول، مشدداً على أهمية تطبيق بنود القرار، إضافة إلى تفعيل التعليم الإلكتروني للحالات التي يصعب انتظامها في المدارس بعد تسجيلهم في المدارس القريبة في برنامج نور، ويتم تقويم الحالات في المنازل إذا تطلب الأمر. دورات تثقيفية ورأى فواز الدخيل - ناشط في قضايا الإعاقة - أنّ قرار قبول ذوي الإعاقة الحركية في مدارس التعليم العام قرار صائب لكسر حاجز عزلهم وتحقيق مبدأ المساواة في تمكينهم من الدراسة في بيئة طبيعية، وليست بيئة محمية ومعزولة مثل المعاهد الخاصة المعمول بها سابقا، إلا أنه نبه على تطبيق دمج ذوي الإعاقة الجسدية في المدارس العادية قبل دراسة البنية التحتية للمنشأة وتهيئتها بشكل كامل وشامل يلبي احتياجاتهم التعليمية والاجتماعية والتفاعلية والترفيهية بشكل مستقل من دون الحاجة إلى من يساعدهم، إلى جانب تأكيد انخراط الطاقم التعليمي الذين يعملون في المدارس التي يوجد فيها طلبة من ذوي الإعاقة الجسدية في دورات تدريبية وتثقيفية في التعامل معهم، مقترحاً تشكيل لجنة خاصة معنية بتعديل، وتأهيل المرافق، والمدارس قبل دمجهم. وجود أخصائي نفسي وشدد د. ماطر عواد الفريدي - استشاري نفسي إكلينيكي - على أنّ دمج ذوي الإعاقة الجسمية والصحية خطوة رائعة لما يترتب على ذلك من أثر نفسي إيجابي على الطلبة وأسرهم كتقدير الذات، وتوافق النفسي والاجتماعي، إلى جانب تكوين صدقات مع مستوى فئته العمرية، وكذلك الشعور بالمساواة مع اقرأنه، وزيادة الثقة بنفسه وبالآخرين، وتفاعله ومشاركته المجتمع، إضافة إلى تحسين المهارات الاستقلالية، والاعتماد على النفس، كما يشعر أسرة الطلبة بالاطمئنان اتجاه ابنهم عند اختلاطه بالآخرين وتفاعله معهم في المدرسة العادية، مقترحاً وجود أخصائي نفسي متمكن لديه خبرة جيدة في التعامل مع مثل هذه الحالات، ويضع برنامجا فرديا لكل طالب لاكتشاف المهارات والمواهب التي لديهم، والعمل على تنميتها وتعزيزها لعكس صورة إيجابية نحوهم. [caption id="attachment_1703" align="aligncenter" width="300"]الدمج يحقق المساواة ويكسر جمود عزلة الفئة الغالية الدمج يحقق المساواة ويكسر جمود عزلة الفئة الغالية[/caption] [caption id="attachment_1707" align="aligncenter" width="180"]معيض الزهراني معيض الزهراني[/caption] [caption id="attachment_1706" align="aligncenter" width="180"]د. عبدالله العقيل د. عبدالله العقيل[/caption] [caption id="attachment_1705" align="aligncenter" width="180"]د. ماطر الفريدي د. ماطر الفريدي[/caption] [caption id="attachment_1704" align="aligncenter" width="180"]فواز الدخيل فواز الدخيل[/caption]

الأكثر قراءة